22‏/12‏/2011

غناءٌ على أرصفة الشوق





كلُّ الأنغام أصبحت مملَّةً
إلا صوتكِ ، يجتثُّ الجرحَ
و ينشدُ النصر ..
في هذا الحقلِ فقط تزيّنُ الطيورُ أغصاني .


كلُّ الأشعار باتت مضحكةً
إلا قصائد عينيكِ
تكتظُّ في شواطئها زبارجُ اللغة
و تهطلُ من سحابها ناياتُ الفؤاد .

مرميّاً على أرصفةِ الشوق
بين براثن اليأس و ضحى الآمال
أشدو ألمي .
أفتحُ أبواب حنيني
فيتساقطُ بيلسانُ وجهكِ المغرِّدِ
على السطورِ مضيئاً قصيدتي
كما يضيءُ الأطفالُ المدارس
و كما تلوِّنُ الفراشاتُ الربيع ..


آتي إليكِ بعينين مليئتين بالغناء
و فؤادٍ مليءٍ بالدموع ..
أهدمُ جدران اليأسِ
و أبني بخطىً مورقةٍ حدائقي
فاستقبليني كزنبقةٍ تهزأُ من الخريف
استقبليني بحبورٍ
و لْتتعالَ صرخةُ القلبِ
وأنتِ تغتالينهُ بطعناتٍ لطيفةٍ
كنسماتٍ تداعبُ الأشجار .











  جومرد حاجي



28‏/11‏/2011

حضِّري قلباً

كطائرٍ يبحثُ عن غصنٍ
في الصحراء
آتي إليكِ بخطىً ربيعيةٍ
في ليلي البارد ..
أسبقُ كل المهرجين في مسرح الشوق ..
آتي إليكِ ممتطياً حنيني
مثلما ير كضُ الطفلُ بفطرته
لأحضان أمّه .
أحملُ في حقيبة القلب
ورودَ بركان
و أحرفاً تترقَّبُ الأوكسجين و الشمس .

في خُطاي دفىءٌ
رغم قسوة الشتاء ،
ولحنٌ مزَّقتهُ كتائبُ العطر ..
في قلبي أملٌ
رغم الرياح المتربصة بكلِّ حُلم ..
مازلتُ أضربُ بسيفي
مُبعداً الأشباح عن طريق الزهر
فحضِّري لي قلباً
يكونُ بحجم قصيدتي المغطَّسةِ بالدمع .

 

27‏/11‏/2011

ألوانُ الطيف

ضحكتُكِ تعصفُ بفؤادي
توقظني من تحتِ رمادي
يقذفُني موجُها لجزيرةْ
إمتلأت بكنوزِ الضادِ
ضحكتُكِ ألوانُ الطيفِ
بجمالها يتحرّرُ حرفي
تنفي الأحزانَ بأزهارٍ
منعشةٍ .. ترسمُ ميلادي

يتناثرُ من حُسنكِ لحنٌ
جذّابٌ يرقصُ لمُرادي
يجتاحُ القلبَ الظمآنَ
بالشمسِ و لونِ الأعيادِ
نيسانُ المقلةِ ينشدُ لي
يتألّقُ كجنانِ بلادي
أغترفُ من نبعهِ حُلُماً
فأرى الأنوار في مدادي



*****

31‏/10‏/2011

في صوتكِ يسكنُ البهاء

أقبلتِ كاصباحِ
كالنسمةْ .. كالسحابةْ
فأمطر الجمالُ
و أبعدَ الكآبةْ
يا موطنَ الزهورِ
يا أحرفَ العطورِ
في غابة الصبابةْ
من حبِّك الفؤادُ
تعلّمَ الكتابةْ .


حديثُكِ جميلٌ
كلُّهُ غناءُ
في صوتِكِ الرقيقْ
يسكنُ البهاءُ
و يحلُمُ النايُ ،
و ينشدُ الضياءُ
فصوتُكِ العبيرْ
لقلبيَ الدواءُ .


إعلمي فؤادي
أنّكِ الرجاءُ ،
بقربكِ أغنّي
و يسطعُ الهناءُ ..
فحُسنكِ المنيرُ
كأنَّهُ ذُكاءُ
بقربكِ حبيبتي
تختفي الأعباءُ .



 



لا تتعب يا قلمي

لاتتعبْ يا قلمي أبداً
لنْ تصِفَ العِشقَ لها أبداً
فجمالُها يُخزي الأقلامَ
وهواها ينيرُ الأحلامَ
أعشقها دوماَ .. أهواها
ما كانَ القلبُ لِيَنْساها

لاتتعبْ ياقلمي أبداً
رقـّتُها أكبرُمن وصفي
وهيامي أعمقُ من شِعري
الشوقُ يعصفُ بدمائي
وفؤادي مالهُ من صبرِ

عيناها موجٌ يصرعني
أهدابُها سيفٌ يذبحني ..
بَسمتُها لحنٌ موزونْ
ضِحكتها صبحٌ مجنونْ
تشعلُ بنسيمها أوراقي
و تضيءُ بشمسِها أعماقي
لا تتعبْ يا قلمي .. فهيَ
لهمومي مثل الترياقِ .


 

انتفاضةُ الحروف

عندما تقوم
انتفاضةُ الشعر ..
عليكِ أن تعلمي أنَّ وردةً ما
قد أمطرت
فأذهلت الصمت.. وفجّرت
صاعق الحروف


عندما تكثرُ الأغنيات
في دمي ..
ويغطِّي الربيعُ ثغري
إعلمي أن بلبلاً
قد سكن فؤادي
صانعاً من نبضات قلبي
ألحاناً متجدِّدةً كنسائم
حسنهِ المغرِّد

هنا ثورةٌ وبركانٌ
بانتظارِ الثلج
وهناكَ بعيداً ، أنغامٌ تُعزفُ
في غياب فؤادي ..
فأحترِق .
هنا لهيبٌ يكتبني
على صحراء ليلي ..
أهٍ
ممّن يكتبُني من
جديد ، بلونٍ جديد
ولا يعرفُ الطريق
إلى ياسميني المهجور .


 

هكذا أنت

هكذا أنت

شجرةٌ رحلت عنها البلابل

حديقةٌ اجتُثَّت أزهارها

لحنٌ فارقتهُ الشمس ..

لكنّك تبصرُ الأمطار عند قدومها ،

تشمُّ رائحة السنابل الخضراء ،

يولدُ الريحان في دمك ..

فتوقنُ أنها عاصفةُ بهائك



لا منفذ للحزنِ وهي تسقي

ورودَ طفولتك

ولا مكان للليل إذا كان

الصباح ضيفك

هكذا أنت لا تعرفُ الغناء

إلّا إذا انتشيتَ
بنسيمها الدمشقيّ .

صباحُكِ زهري

صباحكِ زهريْ .. هنائي و عمري
صباحكِ شمسي
وشِعري
و نثري
ومنهُ يضيءُ البهاءُ في ثغري

أحبُّكِ جدّا
فهلّا نثرتِ
على الشوقِ بردا
فسيلُ ورودكِ في قلبي يجري
أحبُّكِ حُلْماً ..
أحبّكِ عيدا
أحبُّكِ لحناً غريباً جديدا
وشدواً فريدا
و أعلنُ قُرب رياضكِ نصري

وإني أغني بالقربِ منكِ
و يرسو الفؤادُ على بحر سحرِ
فيمزجُ حرفَ الجنونِ بعطرِ
فلا تتركيني
ولا تحرميني غناء الربيعْ
لكي لا أضيعْ
لِئلّا يغطِّي ربانا الصقيعْ
من بعد كلِّ عنائي و صبري

أحبُّكِ قلبي
أحبُّكِ روحي ،
يجتاحُ زهركِ صمتي و بَوحي
يجوبُ القصيدةَ سطراً بسطرِ
وشطراً بشطرِ
صباحكِ زهري
صباحكِ عمري .



 

الرقص على إيقاعات مضيئة

تُناديكَ حقول الأمنيات
في عينيها ،
تَنثرُ على أنشودتكَ الثلج
و العطر ..
تعزفُ على أوتار قلبكَ مزيجاً
من الراست و البيات و الحجاز ..
فترى حروف دمكَ تحلّقُ
تحت أشعّةِ ابتسامتها
كعصافير الصباح
و تطيرُ
على أجنحة النسيم المغرّد
إلى مدنِ البيلسان

كالطفل تبدو ضعيفاً أمام حسنها
و قوياً كبطلٍ أسطوري .
يرفرفُ قلبُكَ
في أعلى قمم السرور
مجتثّاً بقايا الهزيع
مستقبلاً جرعاتٍ متتاليةٍ
من هيروئين صوتها
فتملأُ جداول شوقكَ
بغيث أنغامها .

تزهرُ أغنيتكَ كحناجر البلابل العاشقة
و تضيء كانتصار الشعوبِ
على الدكتاتوريين ،
ليأخذ صوتُك شكل القمر
و يرتدي النرجس و الريحان .


تفتحُ باب يومكَ لياسمينها ..
تشبع عينيكَ من شرفات الربيع
و تترك لفؤادك الرقص
على إيقاعات السنا
فتلهمك غزلاً صادقاً ،
مختلفاً عن الكلمات المنمّقة
التي يجيدها الشعراء .



 

روتين الياسمين

بطبعي أكرهُ الروتينْ ،
لكنّي أحبّ روتين
وجهكِ الجائر ..

كيفَ أملُّ صباحاً
يحملُ تحت أجنحته
موسيقا البلابل !
كيف أملُّ ربيعاً
يجعلني ممطراً كالشتاء ..

تعجبني هذه القيود
المزهرة رغم قسوتها ..
ولن أتعب يوماً
من أغنيةِ الجداول ِ
في عينيكِ ..
أو من غاباتِ النرجس
في اتبسامتكِ
فقد جعلتُ قلبي
وطناً لهذا الروتين .



 

رحلةُ نشيدٍ طفوليّ

يقفُ مكبَّلاً بالحنين ،
مراقباً طريق الربيع ، فلعلّهُ يمطر ..
لعلَّ الحبور يفتحُ أبوابهُ
فيجتاز سراديب الحزن ..
لعلّ حبيبتهُ تغطّي
حدائقهُ التي اجتاحها الليل .
ربما يقفُ القدرُ هذه المرة
إلى جانبِ نشيدهِ الطفوليّ
ليضمد جراح زهوره

يتأملُّ عينيها الغائبتين ،
الحاضرتين في الخيال ..
فالسرور يبزغُ منهما
كما تبزغُ الحريةُ في ظلمة المعتقلات

لم يترك للّيل أن ينشدهُ
كيفما يشاء ..
و لن يشبه الخريف يوماً
مهما أسقط الشوق أوراقه ..
يغمسُ حرفه في فنجان الضُحى
و يركضُ إلى الأمل .

هيَ في باله كصفصاف القريةِ
و ياسمين المدينة
وكأُمّه التي تستقبلهُ كل مساء ..
مازال ينتظرها كتربةٍ تغنّي للسحاب ،
كعصفورةٍ تحضِّرُ حنجرتها للصباح .
 
 
 
 

حوار

يسافرُ البياتُ و النرجسُ
في دمكَ عند رؤيتها ،
فترمي الخريفَ وراءك
و تقرأ في عينيها قصيدتكَ
الأجمل .

لماذا تحبّها ؟
ألأنها تشبه المطر ..
ألأنها تجعلُ قلبكَ
بستانَ زهر ؟!
عندما تكون الورودُ
هي الصباح
ليس لك خيارٌ
إلا الحبّ
ثم الإستسلام للضحى ..
أنت لا تنسجُ الخيال
إنّهُ الدم الأسيرُ يرسمُ كلماته .



تفرحُ و أنت تراقبُ الضياء
و تتفاجأُ بولادةِ
فؤادٍ جديد ..
تحزنُ و أنت تفسِّرُ
عطر الربيع لقلوب الإسمنت
و لكنّكَ لا تسأمُ
فلديك الكثير لكي تضيء
مرّةً أخرى
 
 
 
 

رسالة إلى العالم

تعلمُ أنَّ لحزنكَ صدى ،
لكنَّ الآذانَ وضَعت بينها

وبينكَ جداراً

فلا تسمعُ إلّا ما تريد ..

تلكَ القلوبُ آثرت أن تبايعَ

الظلام ..

ما أقبحَ من يمتطي قذارتَهُ

ويدهسُ أزهاركَ ليصلَ

إلى قصره المزيَّف



لا تملُّ من جمع الأقحوان ،

تكتبُ حكمتكَ المفضّلة :

الأطفالُ فقط يضيؤن القلوب



يُتعبكَ الجرحُ ، و لستَ

وحدكَ متعباً ..

ملايينُ الورودِ تشكو

ألحانَ حزنك ،

ستمطرُ غداً أو بعدَ غد ،

و ستجتمعُ الأعاصير لاقتلاع

نيرون 




قصيدة غير مكتملة


أبدأ بكتابة قصيدتي
فأرسمُ اشجار البرتقال
و الليمون
و الأرز
و أرسمُ تلالاً صغيرةً
تغطّيها الأزهارُ و الأعشاب
ثم أضيف إليها الفراشاتِ
و العصافير ..
فلا ينقصها إلا مرورك
الذي سيغدو نهراً جارياً
في هذه اللوحة .
آهٍ .. كم تعطّشت حروفي
إلى حنانِ أناملك

روضة السرور


وأقبلْتَ قلبي بوجهٍ مطيرْ
جميلٌ صباحي ، نضيرٌ نضيرْ
تعافى فؤادي بوردِ ضُحاك
بضحكاتِ ثغرٍ تفكُّ الأسيرْ

إلى المزنِ طِر بي ، حلّق بقلبي..
إلى النجم خذني يا طيري الصغيرْ
و اقرأ حنيني في أزهار حبّي
في بستان قلبي
مقامُكَ فيه جليٌّ منيرْ
فاحضن هواهُ
و زيّن رباهُ
فأنت لهُ في الحياةِ هناءُ
و انت لهُ بعد ربي نصيرْ

أقبلْتَ قلبي .. أضاءالنهار
و اخضرّ يومي ، و لحني تغيّرْ
أزلتَ بحبِّكَ عني الشتاءْ
وحرّكتَ فيَّ شِعراً تصحّرْ
وهدّأتَ شوقاً أطاحّ بزهري
فعاد السرورُ إليّ ..تعطّرْ
والحزنُ أضحى بعيداً بعيدا
ويومي بقربكَ قد صارَ عيدا
غنّى وأزهرْ
ومالَ و أثمرْ
وما زلتُ أسأل كيف تغيّرْ
كيفَ تغيّرْ




جومرد حاجي


آن للصباحِ أن يضيء






تناديني عيناكِ من
بعيدٍ ،من حيثُ أرى
ولا أرى،
تهبُّ فيَّ عواصف الطفولة ..
تملأُغيمات قلبي
بالنرجسِ و اللوتس ،فتمشي
في دمي سيولُ البيات و الزمرّدِ
منطلقةً من محطّة الذكرى
الأولى لصباحاتِ حسنكِ ، لتنتهي
بناياتِ صوتكِ يومَ الرحيل ..


تعالي أيتها المتجدِّدةُ
في كياني ، لننثرَ حروفنا
وغناءنا في فضاءات الصمت
المستبدّ .
تعالي نسقي أزهار ضيائنا
فقد آن للشمسِ أن تعودَ
إلى نيسانِ آمالنا ..
آن لقلبَيْنا أن يثمرا من
جديد .

 
 
 

لا تتركي أيامي

زيّنتِ الدنيا في نفْسي
و سقيتِ بأزهاركِ بأسي
فعصفتِ فرحاً بفؤادي
و حروفاً تسبحُ في رأسي

كم أشكر ربّيْ الرحمنَ
أن بدّدَ أحزان الأمسِ
ما أحلى الأيام وأنا
على حبّكِ أصبحُ وأمسي

إن غرّدَ صوتكِ لحظاتٍ
نهضتْ كلماتي من الرَمسِ
فبعطرهِ يخضرُّ القلب ،
يستنشقُ أنغامَ الشمسِ

عيناكِ حلمي وسروري
و هنائي و شواطئُ أُنسي
أتأمّلُ فيها الأصدافَ
و الثلجَ و أرواق الحسِّ

يا أجمل لوحاتِ حياتي
يا ورداً ينشدُ في غرسي
لا تتركي أيامي أبداً
لأني أتوقُ إلى نفْسي


 
جومرد حاجي

22‏/10‏/2011

من وجهكِ تُمطرُ أفراحي

غطّيني بفؤادكِ قمري
و ابزغي كالشمسِ على ثمري
لا تدعي الأحزانَ تجولُ
في دمائي محرقةً شجري

غطّيني بغيماتِ الحبِّ
و أضيئي كربيعٍ دربي
اسقيني نغماً من صوتكْ
ارويني ظمآنٌ قلبي ..
فبدونكِ تذبلُ أزهاري
و فؤادي يبدو كمغتربِ

من وجهكِ تمطرُ أفراحي
في حرفه ألوانُ صباحي
إن تضحكي ، تشدو الدنيا لي
و العالم يرقصُ من حولي
و تزيلُ الأعيادُ جراحي


في صمتكِ بوحٌ يُنشدني
في بوحكِ صمتٌ يؤلمني
فدعي النبضاتِ تتكلّمْ
شِعراً أو لحناً في العينينْ
لا .. لا تتركي قلبي المسكينْ
إنّي مضطراً سلّمتكْ
إياهُ ، فهيّا غنّيهِ
فالزهرُ يغنّي لذويهِ
لا يقدرُ قلبي أن يشدو
إن لم ينعم حبّكِ فيهِ
فتجوّلي في حقلهِ نهراً
و تجذّري في أرضهِ .. تيهي



جومرد حاجي 

أصرخُ بالصمت


تُقبِلين
جائرةً كالصباح ...
مشرقةً بلا توقف ..
تُقبِلينَ شُرفةً من ياسمينٍ
وضوء ، فأُطِلُّ على الحياة ..


ما الذي يجعلُ النسرَ
طفلاً ..
وكيفَ للفمِ أن يصبحَ في لحظةٍ
معرضاً للزهور


أكادُ أحسدُ نفسي
لِما في عنيكِ من ينابيع ،
فهنا بقربكِ ، أصبحُ شبيهاً
بالورود
وأغنِّي خالياً من الحجاز ..
في رياض هذا الوطن
تزحفُ الحروف باحثةً
عن الوصف دونَ جدوى ،
فأصرخُ بالصمتِ :
أحبُّكِ
جومرد حاجي


دمشق

مازلت تتألّمُ شوقاً،
وتنشدُ لحارتها أغنيات طفولتك ..
لم تهجرها ظلماً،
أوجبناً ..
لكنّها أجنحة الجرح
ألقتكَ للمجهول ..
لك الله
أيها القلمُ الباحثُ عن صوته

مازلتَ تبحثُ عن ورود إنسانيّتك ..
تأملُ
أن تستتلقي في حدائق حرّيتك ،
و تغنّي ذاتكَ كما تشتهي
لك الله
أيها النسرُ الباحثُ
عن ريشه .

على مخدّتك الرطبة
ياسمين دمشق و صوت الآذان ..
تغرّدُ
تنطفئ ..
تتساقطُ أوراقك ،
تصيحُ
تغنّي ..
لك الله
أيها الصغير الباحثُ عن قلبه ..

آهٍ لو تستطيع الآن
أن تضمّ خصلات شعرها
أو أن تركض في جامعها الأمويّ
مع الأطفال و الحمام ..
فيه رائعةٌ رغم القهر،
قريبةٌ رغم البعد ..
و أنت لا محال عائد
أيها العاشق
و ليُخبِروا الذئاب ذلك



***

  

حبيبتي


يا حلوتي .. يا دمعتي
يا زهرة الغديرْ
حاولي أن تقرئي
قلبيَ الأسيرْ
إقرئي الأحزانَ
و الشوق الكبيرْ
إني بالحبِّ متعبٌ
أشكو هواكِ تارةٍ
و تارةً أطيرْ

حبيبتي .. يا وردتي
يا نعمة القديرْ
لا تتركي أزهاري
قلبي طفلٌ صغيرْ
لا تغضبي إنْ مرةً
أهملتكِ
أو غبتُ عن أنغامكِ
فوقتها
أكونُ يا حبيبتي
مستنفراً لأرسمَ
شمسكِ البهيةَ
بشِعرٍ من حريرْ

يا بسمتي .. يا مهجتي
يا لحني الأميرْ
في جنانِ صوتكِ
تغرّدُ البلابلُ
فتجهزُ السلاسلُ
و السجنُ العبيرْ
في رياض حبّكِ
الخير الكثيرْ
أزهارهُ مطلّةٌ
على صبحٍ نضيرْ
فيه الشتاءُ دافئٌ
و الصيفُ مطيرْ


جومرد حاجي

انتصار الزهور

قولي أحبُّكَ
كي لا يبقى قلبي كرةً
في ملعب الأملِ و الحنين
أنظري إليهِ و اقرئي تمزُّقه ..
أسعفيهِ بتغريدةِ بوحكِ
ألا يستحقُّ العاشقُ قليلاً من المطر ؟

كوني أقربَ إليّ
من جفاف الليل و ععطش الصحراء
و انزعي حزناً أنهكَ الأحلامَ
و الصباح .

كيف أُخفي هزيمتي
و الدموعُ تبدو جليةً في حروفي ؟ !
فلْتكن الهزيمةُ إذاً انتصاراً لزهوري
فلتكن ولادة قصيدة .

اشتقتُ لصوتكِ
لخرير الجداول
لغناء البلابل
للصوت الذي يرشُّ فؤادي
برذاذ النغمِ و العطر ..
و يغطِّي أشواقي بالربيعِ و الثلج

اشتقتُ لضحكتكِ
التي تضيء شوارعَ مدينتي
و تُلبس قلبي ثوب العيد ..
آهٍ من نشيدها كيف يسافرُ
في الدم و الأعصابِ
مورقاً ،
ساطعاً ..
متسلطاً
آهٍ من اللحن الذي يخلُدُ في الذاكرة


    

18‏/10‏/2011

قصيدةُ المطر

تقولُ لن تكترثَ بالحب ..
لكن سرعانَ ما يشدُّكَ الشوقُ
إلى عينيها ،
تقبلُ عليها
تتأمّلُ الحسنَ و تبحر .
تلفُّ الأغنياتُ أشواقكَ بالياسمين
فترمي الشِباك لتصطاد حروفك .

لك وحدكَ هاتان العينان
فاسقي وردوكَ
و تربة قلبكَ الحالمة ،
لكَ وحدكَ هذا الحُسن
فاترُك فؤادكَ أيُّها الطفلُ للدهشةِ
و الغناء ..
لكَ الكنوزُ فاملأ أنهار طموحك
بنسيم صوتها البارد
و ضحكاتها الغردة .

يسمو الصباح في عينيها ..
يمنحُكَ أملاً معطّراً بالنرجسِ و الريحان
و يبشِّرُكَ باستعادة الحبور
ها هي الأحزان تتساقطُ
عن أشجار قلبك
فعش طفولتك الجديدة
و أحضر قلمك
لتكتُبَ قصيدة المطر    








إنّي أدمنتُكِ



في وجهكِ تنبعُ أنهارُ
تشدو للقلبِ فأنهارُ
في وجهكِ ألافُ الكتبِ
من حسنها يتوهَّجُ أدبي
و تلفُّ حروفيَ أزهارُ

إني أدمنتُكِ .. لا تخشَي
هجراً ، أوَ تخشى الأقمارُ ؟ !
لا يسكنُ غيرُكِ في قلبي
هل يتركُ بحرَهُ بحّارُ ؟ !

لا تُخدعي بحديث الناسِ
فتطيح هوانا الأفكارُ
مَن يحرقُ غاباتِ الشجرِ ؟ !
مَن يتركُ طفلَهُ يا قمري ؟ !
إني أدمنتُكٍ .. لا تخشَي
ظلماً .. أوَ يخشى الإعصارُ ؟ !
أحببتُكِ مذ كنتُ صغيراً
 فحملني إليكِ التيارُ

*****

فلْتذكُري دوماً ماضينا ..
أطفالاً كنّا ، أزرارا
نلهو ، نتسابقُ .. و نغنّي
نهطلُ في حيّنا أمطارا

و أقولُ لأمي أنّكِ لي
و القلبُ هواكِ قد اختارا
تضحكُ و تضمُّني قائلةً
أتحبُّ ، و تلعبُ في الحارةْ ؟ !
ما كانت تعلمُ أن الحبّ
قد سافر فينا أطوارا




أنشودةُ الأمّ

يا جدولَ الضياءِ
قد عدتَ بالرغَدْ
أقبلتَ كالصباحِ
فاختفى الكمَدْ
و ارتدى الحنينُ
الثلجَ و البَرَدْ ..
الشُكرُ للإلهِ
على هذا المدَدْ

في بعدكَ الأشواقُ
تقتلُ الجلَدْ
و يحرقُ اللهيبُ
القلبَ و الجسَدْ
فتسقطُ الدموعُ
فراشةً فراشةْ
كأنّها الحُشاشةْ
أستجدي الصمد :
إلهي أبعد الألم
إلهي أبعد الكبَدْ
عن روحي ، و اجعل السنا
بقربي للأبَدْ







10‏/10‏/2011

أنغامٌ من سُكَّر

يا حُلُمي يا حقلي الأخضَرْ
يا عطرَ النرجسِ والعنبَرْ
زيَّنني حُسنكِ غيّرني
فخريفي اليومَ قدْ أزهرْ

ضِحكتُكِ تنعشُ آمالي
تعزفُ أفراحي وجنوني
توقظُ أوتاراً نائمة ً
تنثرُ أنغاماً من سُكَّرْ

يا قمري حبكِ يجعلني
أتحمَّلُ كلَّ الأهوالِ
يجعلني مثلَ الأطفالِ ..
والألمُ بقربكِ يتبخَّرْ

صباحُكِ يكتبُ أغنيتي
يرسمُني و يلوّنُ شِعري
ينفجرُ كنبعٍ في الصخرِ
فأنا من حبِّكِ أتعطّرْ

يا قدري يا جرحَ كماني
يا وصبي .. صوتُكِ إدماني
أنتِ بستاني ومَمْلَكتي
وسروري .. وأجملُ ألحاني
في بُعدكِ تذبلُ كلماتي
وحقولُ قصائدي تتصحَّر







08‏/10‏/2011

في الغربة



يا دمعي قد جارَ هيامي
و الغربةُ أسرَتْ أحلامي
أشكو للخالقِ مأساتي
يا ربّ احفظ أهلَ الشامِ

أشدو لزهوركِ مشتاقاً
أُرسلُ آهاتي و سلامي
و أدواي بالذكرى ألمي
و ألملِمُ بالمسكِ حُطامي

من أجلِ هواكِ تحمَّلتُ
الوحدةَ و هزيعَ سقامي
و منايَ أن أرجعَ حتى
أقضي في روضكِ أيّامي

سأعودُ لعينيكِ قريباً
تحملُني أمواجُ غرامي ..
تحملُني حروفٌ متّقدةْ
ترتفعُ كأسرابِ حمامِ
سأعودُ و الصبحُ يُغنّي
في وجهكِ أجملَ أنغامي
و الأملُ يرقصُ من حولي
يزدانُ بأثوابِ وئامِ